الاثنين، 10 مارس 2008

التجوال ذهابا وايابا في شوارع الرباط كان عنوان الشكل النضالي الذي خاضته المجموعات الوطنية الاربع هذا اليوم











كل عيد للمرأة والأطر النسائية المعطلة بخير


اقتربت من معاناتهن لطيفة نفيل، رسالة الأمة ليومي السبت-الأحد 08-09 مارس 2008.


تعيش الأطر النسائية المنضوية تحت لواء المجموعات الأربع للأطر العليا المعطلة "الحوار النصر الاستحقاق المبادرة" تبعات أوضاع اجتماعية خانقة سببها الأول والأخير مشاكل البطالة وإغلاق الحكومة لأبواب الحوار وصم آذانها عن تحقيق الحقوق. وقد كان اليوم العالمي للمرأة مناسبة لفتح جسور حوار شفاف تحكي من خلاله المرأة المعطلة واقعها البئيس بين مشاكل اقتصادية واجتماعية لا تنتهي وبين لغة العنف السائدة بين الحكومة والمعطلين، وبين هذا وذاك تضيع المطالب ويسقط جرحى ومصابون وتهضم الحقوق وتسيل الدماء وتتكرر المآسي بتكرر الوقفات، ورغم كل شيء تستمر الحياة ويستمر النضال وكل عام والمراة المناضلة بألف خير.


تصريحات تصريحات تصريحات تصريحات


حنان الركيبي: "آلة القمع أصابتي بكسور بالعمود الفقري والمرض لن يثنيني عن مواصلة النضال"

"حنان الركيبي" عازبة من مواليد سنة 1973 وهي خريجة جامعة أبي شعيب الدكالي بمدينة الجديدة حاصلة على دبلوم الدراسات العليا المعمقة تخصص الصورة البصرية.
"هذه هي السنة الثانية التي أمضيها في النضال من أجل الشغل، فقد انخرطت في مجموعة "المبادرة" للأطر العليا المعطلة وهي جزء من المجموعات الأربع التي أكدت نضالها المستميت من أجل قضية حق،
تعرضت للاعتداء من طرف قوات الأمن لمرات عدة وأصبت على إثرها بكسر على مستوى العمود الفقري وحاليا اتلقى العلاج خفية عن أهلي، لكن ذلك لم يزدني سوى إصرارا على الاستمرار في رحلة البحث عن الحق المفقود، رغم أنني أعيش أوضاعا اجتماعية صعبة إذ اكتري غرفة صغيرة برفقة أربع مناضلات بمجموعات الأطر العليا المعطلة بمبلغ 800 درهم وفي رحلة النضال نتلقى يوميا أشكالا مختلفة من الإهانة والعنف سواء الجسدي أو اللفظي أو حتى المعنوي فخلال الوقفات الاحتجاجية غالبا ما تتوجه آلة القمع إلى المرأة ربما يتعلق الأمر برسالة تريد السلطات من خلالها تفتيت الحلقة الأضعف وهي المرأة، فقد تزايد في الفترة الأخيرة العنف الموجه ضدها، وشخصيا اعتبر أن المرأة المعطلة بدورها تعاني من الحيف شانها في ذلك شان المراة المغربية في مختلف المجالات ولعل إدماج ما يقارب 70 في المائة من الذكور مقابل 30 في المائة من الإناث من لدن الحكومة الحالية ليعني أن نفس المقاييس لازال الأخذ بها جاريا فالحيف واضح وحقوقنا كمعطلات ومعطلين نصر على أخذها مهما كان الثمن غاليا.
ولا اعتقد أن هناك خط للرجعة فقد اخترت النضال من اجل الحصول على حق دستوري خوله لنا القانون إلا أن طريقة الحصول عليه هي جوهر الخلاف والحكومة مطالبة بالوفاء بالتزاماتها الدستورية قبل التزاماتها الاجتماعية والاقتصادية وقد كانت السنة والنصف التي أمضيتها بعيدا عن كنف الأسرة كافية لتعزيز إصراري على الاستمرار إلى حين انتزاع تستمر على الحكومة في التماطل بخصوصه".

بشرى لمصبني: "شتات اسري أقابله بالصمود إلى حين تحقيق الحقوق"

بشرى لمصبني متزوجة تبلغ من العمر 29 سنة، وهي إحدى خريجات جامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة، حاصلة على دبلوم الدراسات العليا المتخصصة شعبة علوم الأرض "جيولوجيا"
"عقد قراني من حوالي ستة اشهر وزوجي يقطن بمدينة طانطان علما أنني أسكن حاليا بمدينة الرباط رفقة ستة رفيقات في درب النضال بعد أن غادرت منزل العائلة بمدينة الخميسات وعجزت عن الاستمرار في السفر اليومي من الخميسات إلى الرباط لمواصلة النضال.
أجد كل السلوى في رفيقاتي ورفاقي من أعضاء المجموعات فهم الأقدر على الإحساس بمعاناتنا فانا مثلا أعيش وضعية اجتماعية صعبة فزوجي يقطن بمدينة بعيدة عني وأنا مضطرة للسفر إليه مرة في الشهر حيث امضي يومين على الأكثر وأعود لمواصلة النضال من جديد حيث الحياة ترمي علينا بظلالها القاتمة وقد أثقلت كاهلنا مصاريف الحياة اليومية ومشاكلنا عموما مع البطالة وآلة القمع والوعود الواهية وليس لنا سوى الاستمرار في النضال لأنه الحل الوحيد الذي يبقى أمامنا كما أن العنف الذي نتعرض له يزيد حتما من إصرارنا فلا مجال للتراجع.
التكتل في مجموعات الأطر العليا المعطلة كان خيارانا الوحيد الذي فرضه علينا واقعنا الاجتماعي فالحكومة هي من اضطرنا لخوض غمار النضال إلى أن أصبحت المعادلة لاتخرج على أن دبلوم الدراسات العليا يساوي النضال من اجل الحصول على الحقوق المشروعة في التوظيف المباشر ونحن لا نعدو سوى أمام عرض واضح لخدماتنا على الدولة لتستفيد من كفاءاتنا بهدف خدمة هذا الوطن.
وان كان للنضال ضرائب متعددة ندفع نحن المعطلون للأسف الشديد أشدها إيلاما سواء في شكل العنف أو الإهانة أو الحرمان الاجتماعي".

فدوة الصبحي: "رحلة النضال قادتني إلى وضع اجتماعي مزر يصعب تفهمه من قبل المجتمع"

فدوة الصبحي إطار معطل تبلغ من العمر ثلاثين سنة وهي من مواليد مدينة فاس، وإحدى خريجات جامعة عبد الملك السعدي بمدينة طنجة حاصلة على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام تخصص الإدارة والتنمية.
"وصلت من العمر ثلاثين سنة ولازالت عائلتي تتكفل بمصاريف حياتي اليومية من خلال المبالغ المالية التي يبعثون بها إلى هنا في مدينة الرباط حيث أقيم لدى بعض الأهل في احد الأحياء الهامشية لمدينة سلا والمعروفة بقرية أولاد موسى وهي الوضعية الاجتماعية الصعبة التي أعيشها كضيفة أطالت المكوث لدى أسرة جد محافظة يصعب تفهمها لعودة فتاة عازبة إلى البيت بعد العاشرة ليلا، وعلى الرغم من ذلك استمر في النضال يوميا وأعود في كل ليلة بألم ومعاناة وكلي إصرار على العودة في اليوم الموالي لمواصلة المسير إلى حين تحقيق المطالب والحصول على الحق في الإدماج الفوري في أسلاك الوظيفة العمومية.
وقد كان دخول غمار النضال الحل الوحيد بالنسبة لي فقد حصلت على الإجازة في سنة 2001 والى حدود الآن ورغم المحاولات المتكررة لإيجاد عمل لم انجح في ذلك علما أن العمل بالقطاع الخاص يحمل من الصعوبات ما يكفي لرفضه فقد كانت لي تجربة في هذا الإطار حيث استغلت مقابل مبلغ مالي لا يتجاوز 800 درهم بعد تدريب دام لمدة ستة اشهر وهو ما يؤكد غياب شروط علاقة الشغل الكريمة التي تحمي طرفي العلاقة الشغلية، كما أن العمل خارج التخصص سيفصلني لا محالة عن ما بذلته من جهد لسنوات طويلة من الدراسة والعلم والتحصيل وهو الأمر الذي جعلني أكون قناعتي الخاصة التي تجعل النضال
خيارا وحيد لا بديل عنه.

منية الصدوقي: "شاركت طفلتي دعاء معي في جل الوقفات النضالية وخوفي عليها سبب في إبعادي لها"

منية الصدوقي الملقبة بأم دعاء من مواليد مدينة تازة وهي أطار معطل تهيئ حاليا رسالة دكتوراه في المسرح، تبلغ من العمر 28 سنة، وهي زوجة وأم لطفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات عرفت بدورها بنضالها وحضورها الدائم في صفوف الأطر العليا المعطلة.
لقد شاركت معي طفلتي دعاء لما يناهز السنة في النضال وكانت حاضرة وقت حدوث التدخلات الأمنية العنيفة كما رددت الشعارات، لكن خوفي عليها اضطرني لإبعادها عني وعن الواقع النضالي الذي أعيشه وعلى هذا الأساس أودعتها لدى أهلي بمدينة تازة علما أن زوجي يقطن بمدينة فاس ونظرا لظروف اجتماعية معينة قررت العيش بالرباط وتحديدا لأكون قريبة من إخواني المناضلين لان الأمر يعنينا جميعا ولن تقف الظروف الاجتماعية في وجهي.
ورغم رفض زوجي للواقع الذي نعيشه فقد أقنعته في نهاية المطاف بضرورة إيداع طفلتنا لدى عائلتي تخوفا من تأثرها بواقع ليست بالقادرة على استيعابه وان كان الأمر يتعلق بحل مؤقت ريثما يحدث تغيير لا ادري فانا الآن أعيش شبه شتات عائلي فزوجي في مدينة وطفلتي وعائلتي في مدينة أخرى كما أنني هنا بالرباط أعيش وضعية اجتماعية متردية حيث اكتري غرفة رفقة بعض خمسة مناضلات في صفوف مجموعات الأطر العليا المعطلة بمبلغ 1000 درهم والغرفة صغيرة جدا كما أن ثمنها مرتفع بالنسبة لقدراتنا المالية كعاطلات عن العمل.
فقد عانيت في السنة الأولى من النضال خاصة وأنني كنت أحوال حماية نفسي وابنتي من آلة القمع وقد سبق وان شهدنا حالات عنف تسببت في الأذى لعدد من الأطر منهم فتيات ونساء حوامل وهنا استحضر حالة مناضلة أجهضت بفعل آلة العنف والقمع فقد وقفت على هذه الحالة بنفسي وشهدتها مرمية على الأرض والدماء تنزف من جسدها ورغم المخاطرة غطيناها بوشاح إلى أن تم نقلها عبر سيارة الإسعاف قي محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والنتيجة إجهاض لا تزال صاحبته تعيش آثاره النفسية فلم نعد نجدها بين صفوف المناضلين لان الجرح كان أعمق من أن يوصف.

حسنة السر سار: "جميعنا اطر قادرة على العطاء الفكري والإبداعي ومطلبنا هو الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي بالتوظيف"

حسنة السرسار إطار معطل تبلغ من العمر 30 سنة وهي من مواليد مدينة مكناس حازت على دبلوم الدراسات العليا المعمقة تخصص آداب مغربي الرواية المغربية والمسرح
"أظن أن رحلتنا مع النضال هي رحلة معاناة مستميتة إذ أن السفر اليومي بالنسبة لي مثلا من الرباط إلى مدينة مكناس يعتبر أمرا غير مقدور عليه وان كنت أناضل للاستمرار فهناك عراقيل ارفض أن تقف في وجهي فنحن أمام المطالبة بحق مشروع خوله لنا الدستور والتوظيف من مهام الحكومة ومسؤولياتها التي سطرها الدستور، علما أن الاستمرار في النضال أمر لا مجال للتراجع عنه ونحن الآن في منتصف الطريق وليس لنا سوى مواصلة المسير وإن كانت حالتي الصحية لا تستحمل المزيد من العناء، فانا أعاني من مرض الصرع وعائلتي تحمل همومي وتخاف من أن أصاب بنوبة في الشارع العام أو بمكان منعزل حيث تنعدم سبل الإغاثة وهو السبب الذي ترفض لأجله عائلتي السماح لي بالاستقرار بمدينة الرباط.
ولطالما واجهت رفض العائلة بإصراري المستميت على النضال كحل وحيد للحصول على الحق في التوظيف كما أن الأمر لا يتعلق بمشكل مادي صرف بقدر تعلقه بمشكل حقوق مهضومة، وقد كان اختلاف وجهات النظر سببا في فشل علاقة ربما كانت لتتوج بالزواج فقد تقدم لخطبتي شاب اختلفت معه بخصوص الاستمرار في النضال لأنه لم يستطع أن يستوعب أن الأمر يتعلق بمسالة حقوق وليس بمسالة عمل أو توظيف.
ويعد تخصصي بمثابة التخصص الإبداعي الذي بالامكان أن يقدم الكثير فانا اكتب الرواية وقادرة على العطاء لكن غياب الاستقرار المهني والاجتماعي والاقتصادي يجعلني في مفترق الطرق وهنا أجد أن سنة ونصف من النضال لايمكن إلا أن ترسم طريق الاستمرارية إلى حين إحقاق الحقوق.

فاطمة الزهراء أحصاد: "قيمتنا كمواطنين ضاعت على يد آلة القمع المسخرة لإسكات أصوات الحق"

فاطمة الزهراء أحصاد إطار معطل تبلغ من العمر 29 سنة من مواليد منطقة ايموزار وهي حائزة على دبلوم الدراسات العليا المعمقة شعبة التاريخ المعاصر عن جامعة فاس سايس
"أعيش أوضاعا اجتماعية خاصة يطبعها نوع من عدم الاستقرار لولا التآزر الذي نجده بيننا نحن الأطر العليا المعطلة فقد أمضيت ما يناهز السنة من التنقل بين الرباط وايموزار إلى أن أقنعت العائلة بضرورة العيش بالرباط، حيث اكتريت غرفة بمنطقة باب الحد بالمدينة القديمة بالرباط، وهناك أعيش أوضاعا مزرية بين ضيق ذات اليد وبين التزامات العيش لكن النضال هو الخيار الوحيد الذي نجده أمامنا ومع الوقت أصبحت لدينا قناعات خاصة تتمثل في أن النضال هو الطريق للوصول إلى الوظيفة العمومية التي هي في الأصل حق دستوري لكن الحكومة تحاول التملص من واجباتها في هذا الإطار.
عادة ما يرق قلبي لحالي فقيمتنا كمواطنين غائبة ومبعدة والعنف هو لغة الحوار السائدة علما أننا أصبحنا كنساء نتلقى العنف أكثر من رفقائنا المناضلين ولعل الأمر يتعلق باستراتيجية جديدة".

أم لينا: "وضعيتي كامرأة حامل لن تثنيني عن مواصلة النضال رغم القمع المسخر لإسكات أصواتنا"

"أم لينا" من مواليد مدينة فاس، تبلغ من العمر ثلاثين سنة وهي زوجة وأم لطفلة عمرها 4 سنوات و حاليا هي حامل في شهرها الثامن، تناضل في صفوف الأطر العليا المعطلة بالمجموعات الأربع بعد أن حصلت على دبلوم الدراسات العليا المتخصصة شعبة البيولوجيا تخصص الجودة والتامين الغذائي
" رغم وضعيتي الصحية مع الحمل والتخوف من مضاعفاته أسجل حضوري في صفوف المناضلين والمناضلات، وأحضر الوقفات وأشارك فيها علما أنني سبق وان تعرضت للعنف وهو الأمر الذي من المستبعد أن لا تكون أية مناضلة في صفوف المجموعات الأربع قد تعرضت له.
ويعد النضال بالنسبة لنا جميعا كأطر عليا معطلة الحل الوحيد لمشاكلنا مع الإدماج والتوظيف في أسلاك الوظيفة العمومية، وهي الضريبة الغالية التي نضطر إلى دفعها مقابل إسماع صوتنا، وكثيرا ما نتلقى الإهانة من آلة القمع وقد سبق لأحدهم أن حاول ضربي فبادرته بمقولة "ياك أنا أختك" فتنكر للأمر باستهجان وبادرني قائلا بزاف عليك حتى تكوني أختي" وهنا يحضر البعد المواطناتي وقيمة الإنسان كانسان وكمواطن تهضم حقوقه ويتعامل معه على انه مخلوق دوني لا لشيء سوى لأنه اسمع صوته في سبيل الحصول على حقه المشروع وبذلك فالأمر يتعلق بقضية حقوق مواطنة شريفة والبلد الذي صرف الأموال من اجل تعليمنا يستحيل أن نقدم كفاءاتنا لغيره فنحن أبناء هذا الوطن ومن حقنا أن نخدمه بكفاءاتنا ومؤهلاتنا العلمية العالية.
لاشك أن الثمن غال جدا فهو يكون على حساب الاستقرار الاجتماعي والنفسي فانا مثلا أعيش أوضاعا خاصة رغم أن زوجي يؤازرني لدرجة انه يخفي عن أهله أنني أناضل في صفوف المعطلين كما أن الحمل أرغمني على العودة يوميا إلى بيتي بمدينة فاس حيث اقطع يوميا عشرات الكيلومترات للوصول إلى الرباط، علما أنني استحضر في كل وقفة حالة الزميلة التي أجهضت بطريقة جد وحشية وصورة منظرها الرهيب لا تزال تلاحقني.

زكية اليابوري: "وقفت على حالة عنف تم خلالها إجهاض إحدى المناضلات الحوامل والصورة لم تفارقني يوما"

زكية اليابوري إطار معطل من مدينة مراكش، خريجة جامعة القرويين بفاس وحاصلة على دبلوم الدراسات العليا المعمقة تخصص أصول الدين متزوجة منذ أربع سنوات وحامل في شهرها الخامس
"النضال يستوجب التضحية ولطالما أجلت موضوع الحمل إلى حين انفراج الأزمة لكن الذي حصل هو أنني الآن أناضل وكلي خوف من أن أتعرض للإجهاض كما حدث لإحدى المناضلات، علما بأنني أتلقى الدعم والمؤازرة من باقي أعضاء المجموعات حيث أصبحنا بمثابة الأسرة الواحدة التي تجمعها الهموم المشتركة والمعاناة الموحدة لكن طلب الحق المشروع هو زادنا الوحيد وهو الحافز الذي نتسلح به في مواجهة الجور والحيف الذي نتعرض له فقد أصبحنا في الآونة الأخيرة أكثر استهدافا من قبل آلة القمع وحتى في الأوقات التي لا يتم خلالها استعمال العنف ضدنا نكون أمام عنف لفظي ومعنوي هذا بالإضافة إلى تحرش مبطن بكلمات وألفاظ نابية تخدش الحياء ومن العار أن نعامل بمثلها كأطر عليا سهرت الليالي في البحث والدراسة والتحصيل العلمي وقد كان حريا بالمسؤولين بحث حلول موضوعية لمشكلتنا لكن العكس هو السائد على ما يبدوا إذ أن سياسة الحكومة تسير بنا نحو استثمار لغة العصى والضرب المبرح الذي يكون الهدف منه هو إحداث عاهات مستديمة بدل تفريق المتجمهرين.

سناء قيلول: "أنا ضد هجرة الأدمغة وسأناضل لأتمكن من خدمة المسار التنموي ببلادي"

سناء قيلول إطار معطل تبلغ من العمر 26 سنة وهي من مواليد مدينة سلا حصلت على دبلوم الدراسات العليا المعمقة علوم البيئة تخصص الاستشعار الفضائي وتلوث المياه وتناضل في صفوف المجموعات الأربع للأطر العليا المعطلة لما يناهز السنة والنصف
"الواقع أنني أعيش أوضاعا اجتماعية جد صعبة، فوالدتي مريضة بمرض خطير والأعمار بيد الله، وهي المعيل الوحيد للأسرة بعد أن تنصل والدي من مسؤولياته تجاه الأسرة على الرغم من كونه يعتبر موظفا ساميا وله مركز اجتماعي مرموق، وقد طرقت جميع الأبواب في بحث عن عمل يلائم مؤهلاتي العلمية فلم أجده في القطاع الخاص علما أن تكويني يخدم عددا من التخصصات العلمية بالقطاع العام إلا أن أبواب الوظيفة العمومية تبقى موصدة أمامنا ككفاءات واطر عليا نوعية.
وحاليا أقوم بإعداد رسالة الدكتوراه بتعاون مع إحدى المؤسسات العلمية الفرنسية وقد تلقيت عروضا مهمة للعمل بالخارج ضمن وحدات التكوين والبحث حول مشروع تجهيز السواحل، لكنني رفضت لسبب بسيط هو أنني ضد هجرة الأدمغة وأملي هو خدمة بلدي والمشاركة في تنميته.
لكن ما استغرب له أن بلادنا التي تتوفر على كفاءات عالية تتفنن في تهميشها من خلال عدم تقديم الوسائل الكفيلة بالاستفادة من خبراتها تعوض نقص الكفاءات باستيراد الأدمغة في حين أن الأطر العليا المعطلة مطلوبة من قبل دول جد متقدمة ربما تجود علينا من حين لآخر بأطر نوعية تعمل بمبالغ خيالة.
وما يحز في نفسي أن العديد من العقليات لا تزال حبيسة أفكار تقدس الأسماء، وبما أن الغالبية العظمى منا لا تملك أسماء عريقة فدخولنا مباشرة في خانة الأسماء النكرة يحرمنا من إمكانية الوصول إلى مناصب محترمة وهنا أقول أن الكفاءات من حقها أن تنال نصيبها من الحياة الكريمة والاعتراف بنا كأطر عليا لها الحق كل الحق في وظائف عمومية لابد أن يصبح حقيقة وواقعا وان كان الأمر يحتاج للمزيد من التضحيات".

لطيفة جابر: "القطاع النسائي للأطر العليا المعطلة حاضر بفاعلية"

"لطيفة جابر" من مواليد مدينة الراشيدية عضوة بمكتب مجموعة الاستحقاق ومسؤولة عن القطاع النسائي داخل المجموعة، تبلغ من العمر 33 سنة حائزة على دبلوم الدراسات العليا المعمقة بجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش تخصص علوم وتقنيات الماء
"نعمل داخل المجموعة لخدمة هدف معين وهو النضال من اجل قضية واحدة تتمثل في الحق في الشغل والقطاع النسائي بالمجموعة يتحمل مسؤولياته الكاملة داخل المجموعات الأربع وبذلك فليس لنا عمل منفصل عن الباقين بقدر ما يتعلق الأمر بعمل تكميلي منسجم مع المجموعات وان كانت الأدوار الموكولة للمرأة تبقى نفسها فغالبا من نكون فريقا للإسعاف لإنجاد المصابين خلال حملات التدخل الأمني العنيف إلى جانب دور المؤازرة من خلال مرافقة المصابين إلى المستشفى والسهر على تلقي العلاجات الضرورية.
وبالنسبة لثامن مارس قمنا كأطر نسائية بتهيء ملف خاص بالمرأة وسنتوجه به للهيئات الحقوقية الجمعوية وهو يتضمن وصفا لحالة المرأة الإطار ومعاناتها داخل مجموعات الأطر العليا المعطلة وقد جمعنا توقيعات مؤازرة كثيرة، ومن خلال الأمر التفاعل مع المجتمع المدني من حقوقيين وجمعوين ومن الذين يؤمنون بقضيتنا وهو أمر يبقى في حد ذاته نوعا من المؤازرة الجادة والهادفة لملف المعطلين ككل".