الأربعاء، 23 أبريل 2008

... اسمعوا هتافات الزمن المر



تذكر دائما أنك أيها الإنسان الأصيل منبعا لجمال الروح المتواضعة المنغرسة في تلابيب الحياة، مسلحا بكلماتك الرقيقة الذائبة في ذاتك، بيد أن هناك أناسا يهتفون هتافات لاتليق بزماننا، هتافات أكبر من حجم هذا الزمن المر، تربك لدينا خلية التفكير الجاد الموصل إلى بر الأمان والاستقرار ، ذلك أنه من باب الحكمة التواصلية أن نسمع ما يقال رغم رداءته ، لا أن نتكلم في الوقت الذي يتكلم فيه الآخرون. تلكم مأساة الحوار المتلذذ بآلام طبقة لطالما أَنْصَتَتْ ولم يُنْصَتْ إليها، حتى يحسب البعض أنها " مغضوب عليها " من لدن الحكومة، تلكم الأطر العليا المعطلة تندد وتجهر بأصواتها لتقول عبر اتجاه واحد " لا لتهميش كفاءات البلاد وإقصائها " عفوا يا سادة حكومتنا " لا لهتافات ترفعونها في زمن مر لا طعم لكلام الوعود فيه " تبيعون الزيف لأبناء الوطن وتتغذون على آمالهم الصغيرة المرتبطة بأحلام وردية لا ترقى إلى ملايين البليارات المصروفة في تفاهات يغضب منها زماننا، حتى أننا تمنينا لو وجدنا في زمن آخر لا يهدر فيه مال ولا يُجْهَزُ فيه على حق ولا يوجد فيه معطل . تلكم مأساة تدبير المال وتسييره ، أمن الحق أن يصرف أكثر من مليار سنتيم لمطربة في ليلة غناء واحدة لا شك أنها قد أضافت إلى التنمية " بشكل عكسي " الشيء الكثير، أمن الصواب أن تصرف الملايين – أيضا – من أجل عناصر " القوات المساعدة" بهدف تكسير عظام المعطلين أمام البرلمان وفي شارع محمد الخامس بالرباط الذي يمكن لجميع الفنانين الذين تستهويهم المسرحيات الواقعية أن يأتوا لمشاهدة العرض الذي يتكرر كل يوم عبر أجساد ودماء واقعية ليست من صنع السينما أو التلفزيون ، أمن الحق – أيضا – أن نرى نواب الأمة في الواجهة الأمامية للبرلمان يشاهدون ما ينافي خطاباتهم التي يتضح مع مرور الوقت أنها جوفاء ، يشاهدون تلك العصا الإسبانية الغليظة تهوي على أجساد الأطر العليا المعطلة المغربية التي تعتز بوطنيتها رغم الجراح والآلام دون أن تنتبه لذلك ولشعارات هؤلاء الأطر القوية :



توظيفي توظيفي توظيفي هو حقي ومرادي
نحن أبناء هذا الوطن هذا الوطــــن
بما نعانـــــي من المحن من المحــــن
إنا حلفنا القسما ألا نبقى في العطالة



فهل يحق لنواب هذه الأمة أن يتباهوا بهتافات غريبة في زمن مر لا طعم فيه إلا مأساة وجراح وتعدي على حقوق بمجموع يساوي العصا بنسبة 100% أمام البرلمان ، والنتيجة هي : تكسير العظام وإجهاض الحوامل وإفقاء العيون، حيث ترى قادة الأمن تصدر أوامرها المصاحبة بكلمات نابية وفاحشة - تخجل الآذان الأصيلة من سماعها – بالزيادة من حجم القوات لتواجه ما يسمونه في المنظومات المتآكلة بالعدو الدائم – أي الإطار المغربي – كما يتلفظ آخر باللامنطق السائد في مواجهة ملف العطالة بالمغرب " أزح هؤلاء من هذا المكان ولا تُبْقِي أيا كان بأي طريقة كانت " وكأنهم ليس لهم مكان في وطنهم ، فهل تكسير عظام المعطلين صناعة جديدة يودون تصديرها إلى الخارج ، أم مشروع يريدون من خلاله تربية الأجيال الصاعدة عليه، أم هي سياسة ممنهجة في حل إشكاليات ملف العطالة بالمغرب ؟؟ !! ...
هي – إذن – جدلية السؤال والجواب في زمن مر ليس لمرارته حدودا أو تشكيلات معينة ومحددة سلفا، فلتسمعوا أيها الأطر العليا المعطلة في كل يوم أسطوانات هتافات الزمن المر من أناس حبهم الشديد كلاما منمقا مزوقا ، حتى نجد عسلا أو سكرا نضيفه إلى هذا الزمن كي يصبح حلوا بكل المقاييس.
نورالدين لحميدي docteur-let@hotmail.com





جريدة المساء 24/4/2008


----------------------------------------------------------



خاضت المجموعات الوطنية الأربع يوم االاثنين21/04/2008 مسيرة سلمية في شارع محمد الخامس استقبلت باستعراض أمني-قمعي- قوي تعرض خلالها العشرات من المناضلات والمناضلين لإصابات خطيرة.








المجموعات الوطنية الأربع للأطر العليا المعطلة
(النصر- المبادرة- الحوار - الاستحقاق)


الرباط في: 21/04/2008


بيان للرأي العام



إدراكا لحجم وآثار البطالة كقضية اجتماعية ترهن مستقبل فئات عريضة من الشباب المغربي، ومن ضمنه ملف الأطر العليا المعطلة للمجموعات الوطنية الأربع الذي طال أمده لما يقارب السنتين من النضال والاعتصام بالرباط، خاضت خلاله المجموعات الوطنية الأربع مختلف الأشكال النضالية من اعتصامات، ووقفات ومسيرات وإضرابات عن الطعام...، دفاعا عن حقها العادل والمشروع القاضي بالإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية، وبعد تقديمها للعديد من التضحيات الجسام، بالمال والوقت والدم والجسد...، حيث تعرض أغلب مناضليها ومناضلاتها لكسور ورضوض وإجهاضات... جراء العنف المادي المباشر لقوات القمع في خرق سافر لأبسط الحقوق الدستورية، ألا وهو الحق في الإضراب والتظاهر
وبعد مُضي شهرين على إدماج الدفعة الأولى بقطاع التربية الوطنية (1100)، وعلى إثر هذا الصمت الرهيب الذي تنهجه الحكومة في تعاطيها مع ملف توظيف الأطر العليا المعطلة، وفي غياب تفعيل القوانين والاتفاقات المبرمة مع الحكومة (القرارين الوزاريين 99/695 و 99/888، محضر 2 غشت 2007، اتفاق 20 نونبر 2007). ووعيا منه بأهمية العمل والنضال الفعال كسبيل لانتزاع الحق في الشغل الذي تنص عليه المادة 23 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والفصل 13 من الدستور المغربي، عقد المكتب الموحد للمجموعات الوطنية الأربع اجتماعا يوم السبت 19/04/2008 لتدارس الوضع الكارثي الذي تعيشه أطر المجموعات الوطنية الأربع، حيث عبر عن قلقه ومخاوفه من التدهور المتزايد لهذا الوضع، وسجل ما يلي
جدد المكتب الموحد تمسكه بإدماج كافة أعضاء المجموعات الوطنية الأربع في سلك الوظيفة العمومية وفقا للقرارين لوزاريين 99/695 و 99/888، وتماشيا مع بنود المحضر الموقع في 2 غشت 2007، وبنود اتفاق 20 نونبر 2007 الموقع بين اللجنة الثلاثية وممثلي المجموعات الوطنية الأربع
يستنكر تماطل الحكومة تجاه تفعيل ملف إدماج أعضاء المجموعات الوطنية الأربع لحاملي الشواهد العليا في أسلاك الوظيفة العمومية، وذلك من خلال توقيف اللقاءات الشهرية فيما بين الأطر العليا واللجنة الثلاثية المكونة من: (مستشار الوزير الأول في القطب الاجتماعي، الكاتب العام ممثل وزارة الداخلية، وممثل وزارة التشغيل)، والمكلفة بالعمل على إيجاد حل نهائي وجذري لطي هذا الملف الشائك
يدين خرق البندين الأول والثالث من المحضر وذلك
أ‌ - بعدم إحداث اللجنة الخاصة المكلفة بمتابعة أجرأة المقاربة التفضيلية
ب ‌- بعدم تفعيل اللقاءات الدورية التي ينص عليها محضر 2 غشت 2007، في إطار التدبير
ت - سد باب الحوار، إذ لم يعقد منذ شهرين أي حوار مع ممثلي مجموعات الأطر العليا المعطلة
استنكاره لتمادي السلطات في إجراءاتها القمعية تجاه مختلف أشكالنا النضالية المشروعة
التجاهل المقصود لمراسلتي الوزير الأول المؤرختين بتاريخ 25 شتنبر 2007، و 31 يناير 2008، واللتين تنصان على إعطاء الأولوية لأطر العليا المعطلة في الاستفادة من المناصب المالية المدرجة في ميزانية 2008 (مباراة الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية نموذجا)ء
مواصلة خيارنا التصعيدي مع إصرار مناضلي ومناضلات المجموعات الوطنية الأربع على إيصال الرسالة الموقعة بدمائهم إلى مقر الوزارة الأولى مهما كلف الثمن
تفعيل الخطوة الثالثة من اللجوء الاجتماعي الذي شرعت المجموعات الوطنية الأربع في الإعداد له منذ أسابيع إلى بعض الدول الأجنبية
إن المقاربة العشوائية التي أفرزت نتائج مباراة وزارة التربية الوطنية والتي كان الهدف منها ضرب النضال، لم تحقق النتائج المرجوة بفعل صمود واستبسال المجموعات الوطنية الأربع في الدفاع عن حقهم المشروع
وأمام هذا الواقع لا يسعنا إلا أن نعلن ما يلي
مطالبتنا الحكومة بفتح حوار جاد ومسؤول مع أعضاء المجموعات الوطنية الأربع للأطر العليا من أجل الحل النهائي ملف عطالة أطرها العليا
تفعيل ملف التشغيل بمعية اللجنة الثلاثية (الوزارة الأولى، وزارة الداخلية ووزارة التشغيل) بحضور المبعوث الرسمي للوزير الأول
تسريع وثيرة مضمون اتفاق 20 نونبر 2007 بين الحكومة وأعضاء المجموعات الوطنية الأربع للأطر العليا المعطلة
إعلاننا أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي تلاعب بملفنا
دعوتنا كل الأحزاب السياسية التي تعتبر قضية بطالة الأطر العليا في صلب اهتماماتها، وكذا الجمعيات الحقوقية والشبابية والمؤسسات الإعلامية إلى التضامن الكامل وتقديم الدعم والمساندة، وتبني قضيتنا العادلة والمشروعة
وفي الأخير، نسجل أن معركة الإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية للأطر العليا، حق يضمنه الدستور
جميعا من أجل معركة نضالية حتى النصر النهائي عاشت المجموعات الوطنية الأربع صامدة ومناضلة



ودمتم للنضال أوفياء
عن المجموعات الوطنية الأربع
النصر المبادرة الحوار الاستحقاق